زوِّدُ الطَّعامُ الجسمَ بالطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها ليبقى بصحَّة جيدة؛ فإذا لم يحصل الجسم على ما يكفي من العناصر الغذائية، فسيعاني من سوءِ التَّغذية. قد لا يعاني المُصابُ بسوء التَّغذية من أيَّة أعراض، إلاَّ أنَّ سوءَ التَّغذية قد يكونُ شديداً أحياناً، بحيثُ يسبِّبُ ضرراً دائماً للجسم. يَشرح هذا البرنامجُ سوءَ التَّغذية، ويناقشُ أعراضَ وأسبابَ هذه الحالة وخيارات معالجتها وطُرق الوقاية منها.
سوء التَّغذية
يستخدمُ الجسمُ الطَّاقةَ باستمرار ليبقى بصحَّة جيدة، وتُقاسُ الطَّاقةُ بالسُّعرات الحرارية، وهي وحدة الطَّاقة التي يوفِّرها للجسم الطَّعام الذي نأكله. يعتمدُ عددُ السُّعرات الحرارية التي يحتاجُ إليها الجسم ليبقى بصحَّة جيدة على عُمرِ الشَّخصِ وحجمه؛ فالطِّفلُ في طَور النُّمو يحتاجُ إلى سعرات حرارية لكلِّ كيلوغرام من وزنِ جسمه أكثرَ ممَّا يحتاجُ إليه البالغ، حيثُ إنَّ الطِّفلَ يحتاجُ إلى السُّعرات الحرارية ليتزوَّدَ بها لنموَّه. بالإضافةِ إلى الحصول على كميةِ مُناسبة من السُّعرات الحرارية لتزوِّدَ الجسمَ بالطاقة، فمن المهم أن يأخذَ الشخصُ ما يكفي من العناصر الغذائية، حيثُ يحدثُ سوءُ التَّغذية عندما لا يحصل الجسم على توازنٍ مناسبٍ من العناصر الغذائية. يعاني الناس من الجوع لأنهم لا يحصلون على ما يكفي من الطَّعام، ويؤدي هذا على المدى الطويل إلى الإصابةِ بسوء التَّغذية، بيدَ أنَّ المرء قد يُصابُ بسوءِ التّغذية لأسبابٍ لا علاقةَ لها بالجوع. قد يُصابُ بسوءِ التّغذية إناس لديهم ما يكفي من الطَّعام، وذلك في حالِ عدمِ تناولِهم للطعام المزوِّد بالعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن المناسبة. تتضمَّنُ العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم ليبقى بصحَّة جيدة:
الكربوهيدرات.
الدُّهون.
المعادن.
البروتينات.
الفيتامينات.
إذا لم يحصل الجسمُ على كفايته من مواد غذائية معينة، فسيُصابُ بما يُدعَى بالعوز التغذوي، وهو أحدُ أشكالِ سوء التَّغذية، وأكثر أنواعِ العوزِ التَّغذوي في العالم شيوعاً هو عوز الحديد الذي قد يؤدي إلى فقر الدَّم.
الأعراض
قد لا يعاني المُصابُ بسوء التَّغذية من أيَّة أعراض، إلاَّ أنَّ سوء التَّغذية قد يكونُ شديداً أحياناً، بحيثُ يسبِّبُ ضرراً دائماً للجسم. من أعراض سوء التَّغذية:
دَّوخة أو الإغماء.
جلد جاف أو متقشر.
وَهن.
تساقط الشَّعر.
عدم شفاء الجروح جيِّداً.
نقص الوزن.
قد يؤدِّي سوءُ التَّغذية إلى إضعافِ جهاز المناعة، مما يزيدُ خطورةَ إصابةِ الشخصِ بالعدوى. إذا لم يُعالَج سوء التَّغذية فقد يؤدِّي إلى:
المرض.
نزف وتورُّم اللثة ونخر الأسنان.
بطء رد فعل ومشاكل في التركيز.
ضعف العضلات والعظام.
فشل الأعضاء.
الوفاة.
قد يكون غيابُ الطَّمثِ أو تأخُّرُه عندَ المرأة علامةً على سوء التَّغذية، وأحياناً قد تنقطعُ الدورةُ الطمثيةُ بشكلٍ كامل بسبب سوء التَّغذية. عندما تُصابُ الحاملُ بسوء التَّغذية، فقد يكونُ وزن طفلِها عند الولادة أقلَّ من الطبيعي، ويتناقصُ احتمالُ بقائه على قيد الحياة. قد يكونُ نقصُ النمو عندَ الأطفال علامة على سوءِ التَّغذية. يصيبُ سوءُ التَّغذية الأشخاص في أي عمر، غيرَ أنَّ الرضَّعَ والأطفال والمراهقين قد يُصابون أكثر من غيرهم، حيثُ تكونُ العديدُ من العناصر الغذائية أساسيةً للنمو والتطور الطبيعي.
الأسباب
أحدُ الأسبابِ الرئيسية لسوء التَّغذية هي نقصُ مواد غذائية مُعينة في النِّظام الغذائي؛ فحتَّى نقصُ فيتامين واحد قد يؤدِّي إلى سوء التَّغذية. ومن الأسباب الأخرى لسوء التَّغذية:
وجود حالاتٍ طبية معينة.
تعاطي أدوية معينة.
وجود مشاكلَ في الهضم أو امتصاص العناصر الغذائية.
قد يُصابُ بعضُ الأشخاصِ بسوءِ التَّغذية بسبب مرضٍ أو حالةٍ تمنعهم من هضمِ أو امتصاصِ طعامهم بشكل مناسب. قد تؤدِّي حالاتٌ طبيةٌ وأدويةٌ معينة إلى:
نقص الشهية.
نقص هضم وامتصاص العناصر الغذائية.
يمكن لمعاقرةِ الكحول أن تتداخلَ مع هضمِ وامتصاص العديد من العناصر الغذائية. قد يصابُ الأشخاصُ الذين يتعاطون المخدِّرات أو الكحول بسوءِ التَّغذية أو نقصِ الوزن، كما أنَّ المُصابين بالقَهَم (نقص الشهية) أو النُّهام أو اضطرابات الأكل الأخرى معرَّضون للإصابة بسوء التَّغذية. قد تحدث أوبئةُ سوءِ التَّغذية و المجاعات بسبب:
الكوارث الطبيعية.
المشاكل السياسية.
الفقر.
الحروب.
يرتفعُ خطرُ الإصابة بسوء التَّغذية عندَ المُسنين أيضاً، لأنهم غالباً ما يعانون من مشاكلَ صحيّة قد تسبِّبُ نقصَ الشَّهية أو مشاكلَ في الأكل مثل:
الأمراض المزمنة.
صعوبة البلع أو امتصاص العناصر الغذائية.
صعوبة في المضغ لمشاكل في الأسنان.
تعاطي أدويةٍ مُعيَّنة.
قد يترافقُ دخولُ المستشفى مؤخَّراً مع فقد الشَّهية أو مشاكلِ التَّغذية، أو قد تنقصُ الشَّهية بسبب ضعفِ حاسة الذَّوق أو الشَّم.
التَّشخيص
يجري مقدِّمُ الرعايةِ الصحية للمريضِ فحصاً جسدياً ليشخِّصَ سوءَ التَّغذية، ويسألُه عن السوابق الطبية الشخصية والعائلية وعن نظامِه الغذائي. يقوم مقدِّمُ الرعايةِ الصحية أثناءَ تشخيصه لسوء التَّغذية بما يلي:
قياس طول المريض ووزنه أو مؤشِّر كتلة الجسم، للتأكُّد من أن ذلك ضمن المجال الصحي.
البحث عن أمراض أو حالات يمكن أن تسبِّبَ سوء التَّغذية.
إجراء تحاليل دمويَّة بحثاً عن الأعواز التَّغذوية.
قد تُجرى فحوصٌ أخرى بالاعتمادِ على السَّوابقِ الطِّبية أو الفحص الجسدي، وقد يجري مقدِّمُ الرعايةِ الصحية فحوصاً لتشخيصِ سوء التَّغذية اعتماداً على وجودِ اضطرابٍ معيَّن يسبِّبُ هذه الحالة.
العِلاج
تركِّزُ معالجةُ سوءِ التَّغذيةِ على:
تعويضِ العناصر الغذائية الناقصة.
علاج السَّببِ الكامن خلفَ سوء التَّغذية.
علاج الأعراض المُرافقة.
ولتصحيح المشاكلِ المرتبطةِ بسوءِ التَّغذية، فقد يوصي مقدِّمُ الرعايةِ الصحية أو اختصاصي التَّغذية بإجراءِ تغييراتٍ معيَّنة في أنواع وكمية الأطعمة التي يجبُ أن يتناولها المُصاب. كما قد يصفُ مقدِّمُ الرعايةِ الصحية مُكمِّلاتٍ غذائية، كالفيتامينات والمعادن، لتساعدَ على تعويضِ العناصر الغذائية الناقصة في النِّظامِ الغذائي للمُصاب. يُعالَجُ سوءُ التَّغذية الشديد بإدخال الطعام تدريجياً بكمياتٍ متزايدة وعن طريق الفم إن أمكن، إلاَّ أنَّ المُكمِّلات الغذائية قد تُعطَى أحياناً عن طريقِ أنبوبٍ يُدخَلُ عبرَ الحلق إلى المعدة أو قد تُعطى في الوريد. يمكنُ علاجُ معظمِ الأعوازِ التَّغذويّة، إلا أنَّه يجبُ علاجُ المرض إذا كان سبب سوء التَّغذية مشكلةً طبِّية.
الوِقاية
أفضل طريقةٍ للوقايةِ من سوءِ التَّغذية هي اتِّباعُ نظامٍ غذائي صحي ومتوازن. لابدَّ من تناولِ أنواعٍ مختلفة من الطَّعام، فليس هناك صنفٌ يستطيع وحده تزويد الجسم بكلِّ العناصر الغذائية التي يحتاجُ إليها، النِّظامُ الغذائي الصحيُّ يحتوي دوماً على أطعمة من المجموعات الغذائية المختلفة. تتضمَّنُ المجموعات الغذائية:
الدُّهون والكوليسترول.
الكربوهيدرات.
البروتين.
الفيتامينات.
المعادن.
الألياف.
يوجدُ الكوليسترول في المُنتَجات الحيوانية، كاللحم والبيض ومشتقَّات الحليب. بعضُ الأمثلة على الكربوهيدرات:
الشَّمندر.
الخبز والحبوب.
المعكرونة.
البطاطا.
الرز.
السكَّر.
يوجد البروتين في:
الفاصولياء الجافة.
البيض.
السَّمك.
اللحوم.
المُكسَّرات.
الدواجن.
تتضمَّنُ الفيتامينات والمعادن:
الكالسيوم، ويتوفَّر بكثرة في مُشتقَّات الألبان.
الحديد
الملح.
توجد الفيتامينات والمعادن في مصادر الطعام النباتية والحيوانية. إذا كان الشَّخص يتِّبعُ نظاماً غذائيَّاً مُعيَّناً، فيجبُ أن ينتبهَ إلى تناول وجباتٍ متوازنة وأنواعٍ مختلفة من الغذاء ليحصلَ على العناصر الغذائية المناسبة؛ فمثلاً يجبُ على النباتيين والنباتيين المتشدِّدين"الذين لا يأكلون مشتقَّاتِ الألبان حتَّى" أن يتأكَّدوا من حصولِهم على ما يكفي من البروتين والفيتامينات، مثل فيتامين 12B. يُوصى بطلبِ المساعدة من مقدِّمِ الرعايةِ الصحية أو اختصاصي التَّغذية لوضعِ برنامجٍ لوجباتٍ صحيَّة تحتوي على أنواع مختلفة من العناصر الغذائية.
الخُلاصة
يزوِّدُ الطَّعامُ الجسمَ بالطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها ليبقى بصحَّة جيدة؛ فإذا لم يحصل الجسم على ما يكفي من العناصر الغذائية، فسيعاني من سوءِ التَّغذية. قد لا يعاني المُصابُ بسوء التَّغذية من أيَّة أعراض، إلاَّ أنَّ سوء التَّغذية قد يكونُ شديداً أحياناً، بحيثُ يسبِّبُ ضرراً دائماً للجسم. قد تتضمَّنُ أعراضُ سوء التَّغذية:
الدَّوخة أو الإغماء.
الجلد الجاف أو المتقشر.
الوَهَن.
تساقط الشَّعر.
عدم شفاء الجروح جيِّداً.
نقص الوزن.
وإذا لم يُعالَج سوء التَّغذية فقد يؤدِّي إلى:
المرض.
نزف وتورُّم اللثة ونخر الأسنان.
بطء رد الفعل ومشاكل في التركيز.
ضعف العضلات والعظام.
فشل أحد الأعضاء.
الوفاة.
أحدُ الأسبابِ الرئيسية لسوء التَّغذية هي نقصُ مواد غذائية مُعينة في النِّظام الغذائي؛ فحتى نقصُ فيتامين واحد قد يؤدِّي إلى سوء التَّغذية، ومن الأسباب الأخرى لسوء التَّغذية:
وجود حالاتٍ طبية معينة.
تعاطي أدوية معينة.
وجود مشاكلَ في الهضم أو امتصاص العناصر الغذائية.
ولتصحيح المشاكلِ المرتبطةِ بسوءِ التَّغذية، فقد يوصي مقدِّمُ الرعايةِ الصحية أو اختصاصي التَّغذية بإجراءِ تغييراتٍ معيَّنة في أنواع وكمية الأطعمة التي يتناولها المُصاب، كما قد يصفُ مقدِّمُ الرعايةِ الصحية المُكمِّلاتِ الغذائية. أفضل طريقةٍ للوقايةِ من سوءِ التَّغذية هي اتِّباعُ نظامٍ غذائي صحي ومتوازن. - See more at: https://www.kaahe.org/health/ar/641-%D8%B3%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D8%B0%D9%8A%D8%A9/all.html#sthash.XX4wVCo9.dpuf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق