السبت، 24 أكتوبر 2015

ماذا تعرف عن المضادات الحيوية


المُضادّات الحَيَوية هي أدويةٌ فعّالة تُكافح العدوى البكتيرية. وإذا ما استُخدمت على نحوٍ سليم، فإنها تكون قادرةً على إنقاذ الحياة. لا تستطيع المُضادّات الحَيَوية مكافحة العدوى الفيروسية. وإذا كان المرض فيروسياً، فإنَّ ضرر تناول المُضادّات الحَيَوية يكون أكثر من نفعه.

ومن المهم الالتزام الدقيق بتعليمات الطبيب فيما يخص تناول المُضادّات الحَيَوية. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهمٍ أفضل للمُضادّات الحَيَوية. وهو يتناول طريقة عمل المُضادّات الحَيَوية، ومقاومة المُضادّات الحَيَوية، وكيفية الاستخدام السليم للمُضادّات الحَيَوية.

 

المُضادّات الحَيَويّة

إن المُضادّات الحَيَوية أدويةٌ قوية. ومن الممكن استخدامها لمعالجة العدوى البكتيرية، بما فيها بعضُ أنواع العدوى التي يمكن أن تكون قاتلة. هناك مُضادَّات حَيَوية واسعة الطَّيف. وتستطيع هذه المُضادّات الحَيَوية مهاجمة أي نوع من البكتيريا. لكن هناك أيضاً مُضادّات حَيَوية أكثر تخصصاً وتُكافح نوعاً محدَّداً من البكتيريا فقط. من الممكن استخدام المُضادّات الحَيَوية لمكافحة بعض أنواع العدوى الفطرية. كما يمكن للمُضادّات الحَيَوية معالجة العدوى الناتجة عن بعض أنواع الطُّفَيليات. إن العدوى الناتجة عن الفيروسات غير قابلةٍ للمعالجة باستخدام المُضادّات الحَيَوية؛ فالمُضادّاتُ الحَيَوية غير فعّالة في مواجهة الفيروسات. من أنواع العدوى البكتيرية القابلة للمعالجة باستخدام المُضادّات الحَيَوية:
  • عدوى المثانة.
  • بعض أنواع العدوى الجلدية.
  • عدوى الجيوب الأنفية التي تستمر أكثر من أسبوعين.
  • بعض أنواع العدوى التي تُصيب الأذن.
  • التهاب الحَلق.
ومن الأمثلة على أنواع العدوى الفيروسية غير القابلة للمعالجة باستخدام المُضادّات الحَيَوية:
  • أنواع الزُّكام.
  • الأنفلونزا.
  • معظم حالات السُّعال والتهاب السُّبُل التَّنفسية.
  • معظم حالات التهاب الأذن.
  • التهاب الحَلق غير البكتيري.
  • أنفلونزا المَعِدَة، وهي ما يُعرف أيضاً باسم "التهاب المَعِدَة والأمعاء".
إن تناول المُضادّات الحَيَوية في حالات العدوى الفيروسية لا يساعد على تحسين حالة المريض. كما أنَّه لا يُشفي من العدوى، ولا يقي الآخرين من انتقالها إليهم. قد يكون ضرر تناول المُضادّات الحَيَوية في حالة العدوى الفيروسية أكثر من نفعه، لأنَّ تناولها يزيد من احتمال تطوير قدرة البكتيريا الموجودة في الجسم على مقاومة المُضادَّات الحَيَوية. 

طريقة عمل المُضادّات الحَيَويّة

تعمل المُضادّاتُ الحَيَوية عادةً عن طريق قتل البكتيريا التي تُسبِّب العدوى. إن الدواء يستهدف البكتيريا، لكنه لا يهاجم الخلايا السَّليمة. تقوم المُضادّات الحَيَوية بمهاجمة خلايا البكتيريا مباشرةً وقتلها. وهذا ما يمنع البكتيريا من مهاجمة الجسم والإضرار به. في بعض الأحيان، يمكن أن تعمل المُضادّات الحَيَوية على منع البكتيريا من التكاثر بدلاً من قتلها. وتعمل هذه الأدويةُ عن طريق منع المواد المغذية من الوصول إلى البكتيريا. ونتيجةً لذلك، تعجز خلايا البكتيريا عن الانقسام والتكاثر. تتمكَّن دفاعات الجسم الطبيعية، أي جهاز المناعة، من تولِّي الأمر بنفسها اعتباراً من تلك النقطة عادةً. يتألف جهاز المناعة من الأعضاء والخلايا التي تدافع عن الجسم. ويقوم هذا الجهازُ بمكافحة البكتيريا والأمراض الأخرى. يدافع جهاز المناعة عن الجسم من خلال:
  • تكوين الأضداد التي تستطيع أن "تتذكَّر" وتحدد أنواعاً معينةً من الجراثيم.
  • تدمير الجراثيم التي تغزو الجسم.
  • إزالة الجراثيم من الجسم.
إن المُضادّات الحَيَوية توقف عملَ البكتيريا التي تغزو الجسم. وهذا ما يمنح جهازَ المناعة فرصة مهاجمة البكتيريا والتخلُّص من العدوى. 

الاستخدام السليم للمُضادّات الحَيَويّة

إن الاستخدام السَّليم للمُضادّات الحَيَوية قادرٌ على منع حدوث ما يُدعى باسم "مُقاومة المُضادّات الحَيَوية". وتحدث هذه المقاومةُ عندما تصبح الجراثيم قويةً بحيث تتمكَّن من مقاومة الدواء. كما أنَّ الجراثيم قادرةٌ أيضاً على نقل هذه المقاومة إلى جراثيم أخرى. كلما ازداد استخدامُ الشخص للمُضادّات الحَيَوية، ازداد احتمالُ أن تتمكَّن الجراثيم من مقاومتها. وهذا ما قد يجعل التعامل مع بعض الأمراض شديد الصعوبة. وفي هذه الحالة، فإن الإنسان يمرض لمدة أطول ويحتاج إلى مزيدٍ من الاستشارات الطبية. وقد يصبح أيضاً في حاجةٍ إلى تناول أدوية أكثر قوة. من أجل الحيلولة دون مقاومة المُضادّات الحَيَوية، يجب التقيُّد باستخدام المُضادّات الحَيَوية طبقاً لتعليمات الطبيب تماماً. وعلى المريض أن يلتزم بجميع التعليمات التي يقدمها الطبيب أو الصيدلاني. ولا يجوز أن يتجاوز بعض الجُرعات من الدواء. لا يجوز التوقُّفُ عن تناول المُضادّات الحَيَوية من غير استشارة الطبيب أولاً. وحتى إذا شعر المريض بالتَّحسُّن، فإن عليه إنهاء كمية الدواء الموصوفة له. أمَّا إذا توقفت المعالجة أبكر مما يجب، فإن بعض البكتيريا يمكن أن تستمرَّ في البقاء، فتظهر العدوى من جديد. يجب رميُ أي كمية زائدة من الدواء بعد أن يُنهي المريض تناول الكمية المقررة من قبل الطبيب. ولا يجوز حفظ الدواء لاستخدامه عندما يمرض المرء مرةً أخرى. لا يجوز أبداً تناول مُضادّات حَيَوية، أو أيَّة أدوية، وصفها الطبيب لشخصٍ آخر. وقد لا تكون المُضادّاتُ الحَيَوية المتوفرة مناسبةً للحالة الجديدة. وهذا ما يمكن أن يؤدِّي إلى نشوء مقاومة المُضادّات الحَيَوية لدى المريض. لا يجوز تناولُ المُضادّات الحَيَوية في حالات العدوى الفيروسية. وإذا كان المرء مُصاباً بعدوى فيروسية، فإن عليه أن يستشير الطبيب لمعرفة الطرق المفيدة لتخفيف الأعراض. 

الخلاصة

إن المُضادّات الحَيَوية أدويةٌ فعّالة تقاوم العدوى البكتيرية. وإذا ما استُخدمت على نحوٍ سليم، فإنها تستطيع إنقاذ الحياة. وتقوم المُضادّات الحَيَوية بقتل البكتيريا أو بمنعها من التكاثر. ويستطيع جهاز المناعة في الجسم تولّي الأمر بعد ذلك. إن المُضادّات الحَيَوية غير قادرةٍ على مكافحة العدوى الناجمة عن الفيروسات. وذلك من قبيل:
  • أنواع الزُّكام.
  • الأنفلونزا.
  • معظم حالات السُّعال والتهاب السُّبُل التَّنفسيَّة.
  • التهاب الحَلق، إلا إذا كان التهاباً بكتيرياً.
إذا كان سببُ المرض فيروسياً، فإن ضرر تناول المُضادّات الحَيَوية يمكن أن يكون أكثر من نفعه. إن المرء يزيد من قدرة البكتيريا على مقاومة المُضادّات الحَيَوية في كل مرةٍ يتناول فيها هذه المُضادّات. وهذا ما يجعل جسمه مؤهَّلاً للإصابة بالمرض أو لنقله إلى الآخرين في مراتٍ قادمة، لأنَّ المُضادّات الحَيَوية تُصبح غير قادرةٍ على التعامل مع البكتيريا المُعدِيَة. على المريض التقيُّد بتعليمات الطبيب تماماً عندما يتناول المُضادّات الحَيَوية. ومن المهم إنهاء الجرعة الموصوفة، حتى إذا شعر المريض بالتَّحسُّن قبل ذلك. كما لا يجوز حفظ ما يبقى من المُضادّات الحَيَوية لاستخدامه من قبل شخصٍ آخر من دون وصفةٍ طبية. إن هذه الخطوات تساهم في منع نشوء مقاومة المُضادّات الحَيَوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق